في نهاية عام ٢٠٠٦ اتصل بي أخي وصديقي إبراهيم عباس يطلب أن أكون ضمن فريق صغير يساعده ليقدم على مشروع الحملة الإعلانية لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بصفة استشارية.
كانت وقتها المدينة الاقتصادية ملئ السمع والبصر فقمنا بوضع تصور للحملة الإعلانية فاز بثقة الفريق الإداري والتسويقي للمدينة وقتها.
في بداية ٢٠٠٧م وصل طلب لإعداد هوية لأول مشاريع المدينة السكنية ومنها اختيار اسم وشعار ووضع كل تفاصيل هوية هذه المنطقة التي تتميز بأفضل موقع داخل المدينة على الرمال البيضاء لشاطئ تترامى عليه مياه تركوازية صافية!
أمضى إبراهيم عباس ليالي يعتصر عقله المبدع ليضع خيارات لاسم أول حي بالمدينة الاقتصادية وكان من ضمنها اسم عندما قرأناه لمع وميض وأحسسنا أنه هذا هو الاسم!
البيلسان! تيمنا بشجرة عجيبة منظرها جميل وزهورها جميلة وفوائدها جمة ولها استخدامات علاجية الخ (يمكنكم البحث عن الشجرة في جوجل)
عندما كتبناه باللغة الانجليزية بداية albailasan ثم خطرت لي فكرة كون المنطقة بها قنوات مائية تبدوا كالخليج فاقترحت ان نكتب الاسم Bay La Sun وعندما تم تقديم الاقتراحات المختلفة لفريق التسويق بالمدينة وقع اختيارهم على البيلسان!
وقعنا جميعا في حب هذا الاسم وانظلقنا نصمم شعاره وتفاصيل الهوية.
الصورة أعلاه بها شعار البيلسان في بدايته وألوان هوية أرقى أحياء المدينة.
جمح بنا الخيال مع فريق التسويق بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية آنذاك خالد طاش ومصعب هاشم ومحمد بصراوي وعبدالعزيز الترك وصرنا نتخيل الحياة في هذا الحي الراقي، قنوات مائية، تاكسي مائي وكافيهات ومطاعم على الشاطئ وإذاعة راديو محلية و و و وكيف أن الحياة على البحر أحلى! وكان هذا هو سلوقان حي البيلسان (الحياة على البحر أحلى)
بدأنا نضع التخيل للرسوم الإنشائية لأبراج الشاطئ وكيف ستكون
ثم جاءت الأزمة الاقتصادية في نهاية ٢٠٠٧ وبداية ٢٠٠٨ وعصفت بكثير من الأحلام والخطط وتأثرت المدينة بتغيير خطط الاستثمار لكثير من المستثمرين وخبى صوت المدينة ودارت الأيام وهذا العام اقترحت على ابراهيم عباس ان نقضي مع عائلتينا نهاية الأسبوع واليوم الوطني بعيدا عن زحام مدينة جدة وكان ان اغريته ان نذهب إلى حيث حلمنا بحياة جديدة، حياة أحلى..الحياة على البحر أحلى!
نحن الان بداخل حي البيلسان نحتسى أكواب الشاي بعد العشاء في أحد مطاعم أبراج الشاطئ التي تسترخي بكسل على شاطئ رائع..
عجيب ان تحلم وتتخيل تفاصيل الحلم ثم تعيش تلك التفاصيل كما تخيلتها يوما..لحظة وصفها عجيب!
وأخيرا وجدت هذه الصابونة بداخل حمام الفيلا..ونظرت بابتسامة عمرها ٦ سنوات!
أعلم أنه يوجد الكثير من المتشائمين بخصوص مستقبل المدن الاقتصادية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية على وجه الخصوص وأتمنى أن تصل تدوينتي هذه لهم، هذا حلم عشته انا شخصيا..والآن اعيش به..
انا أتكلم عن حي فقط ولا أتكلم عن بقية المشاريع التي تحققت في المدينة ومنها مصانع عالمية بدأت الانتاج ومدرسة وميناء على وشك استقبال أول سفينة هذا العام!
سوف تكون الأيام القادمة التي نقضيها بداخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مميزة بالنسبة لي انا وإبراهيم عباس فهي مليئة بذكريات وأحلام نرى الكثير منها يتحقق!
سيدي علي، أنا مدين لك بالكثير من الأحلام التي تحققت.
ويبقى السؤال في ذهني كبير. لما لم تؤثر هذه الأزمة الاقتصادية (الشماعة) على أحلام إخواننا الأتراك
ولا اجد جوابا سوى الفساد المالي والترهل الإداري.
كده برضه تنسى اخوك وحبيبك .. مليش دعوه انا عايز تدوينه خاصه منك عليا
ماشى يا اجدع صديق عرفته