غافلَتْني..وكبرت!

قياسي

تنتابني الليلة مشاعر غريبة لم أعتدها.. أشعر كمن استيقظ من النوم متأخرا عن موعد مهم..أو كمن فاتته رحلة مهمة.. أشعر بخليط من الأحاسيس في الواقع.. حزن وفرح.. قضيت البارحة أستعرض صوراً قديمة..عدت بالذاكرة عقداً من الزمان.. ثم سرَعت شريط الصور/الذكريات حتى وصلت لهذا اليوم..ثم قمت بجمع الصور وقمت بتثبيت أقدمها وتغيير باقي الصور لتغطي مرحلة زمنية أحدث..فكانت هذه هي النتيجة

يوم ولادة ابنتي جنى

في مثل هذا اليوم (غير أنه كان يوم خميس) أطلت ابنتي البكر جنى وأضاءت أركان حياتي بل حياة العائلة..وجه ملائكي يشع براءة..طرت بها فرحا وكنت أحملها كثيراً منذ يومها الأول..

 

2

شاهدت جنى تكبر قليلاً قليلاً..عاماً بعد عام..مازالت صغيرتي صغيرة!

3

هي تكبر وأنا لا ألقي لذك بالاً فهي مازالت صغيرة

4

كلما نظرت إليها أجدها مبتسمة.. فتلهيني عن ملاحظة أنها تكبر كل عام..

5

جاءت بعدها جود.. فلاحظت أنها أصبحت أكبر..قليلا فقط.. مازالت صغيرتي ترتمي على صدري وتقبلني وتقول لي أحبك يابابا..

6

زارتني مرة في مكتبي..فأزاحتني عن الكرسي لتقلدني وهي تضحك لتملأ مكتبي بصدى ضحكاتها..

7

تنجح..من التمهيدي..للصف الأول..للثاني..للثالث..للرابع..لاااااا..يكفي..يكفي..توقفي

8

ثم أصحوا اليوم لأجدها تقف بجواري شامخة تكاد تصل لطولي..ومازالت تمتلك نفس الابتسامة الساحرة الآسرة..

تقف جواري مودعة 10 سنين..عقداً من الزمان..ربع عمري.. جنى تدخل سنتها الحادية عشرة..؟ كيف هذا؟ ألم أكن أحملها على يد واحدة؟

لم يا صغيرتي كبرتِ؟

كيف كبرت هكذا كومضة ضوء..؟

دعينا نتفق..استرقي السنوات على غفلة مني.أما أنا فسوف أقفل عيني لأرى صغيرتي..طفلتي..
هاأنت تنظرين لوجهي بينما أحملك على ذراعي..